مهندس برمجيات & مطور ويب

غريبٌ يشبهنا

غريبٌ يشبهنا

يمشي كأنه يعرف الطريق،
لكن عينيه تبحثان عن شيءٍ سقط منه منذ زمن.

لا يستعجل…
فالعجلة لمن لهم مواعيد،
أما هو،
فقد تأخّر أصلًا عن كل شيء.

يمشي على مهل،
كأن الوقتَ لا يعنيه،
وكأن الأيامَ تعبُرُ فيه ولا تمسُّه.

يحملُ في جيبه مفاتيحَ كثيرة،
لكنّه نسي الأبواب.

في عينيه…
خريطةُ بلادٍ لم يزرها،
وطفلٌ
ما زال ينتظر أن يكبر،
لكنّ الحياة كانت أسرع منه.

يُصلّي،
لكنّه لا يطلب شيئًا،
هو فقط…
يريد أن يبقى قريبًا،
لئلا يضيع أكثر.

يجلس أحيانًا بين الناس،
يصغي أكثر مما يتكلم،
كأنه يخاف أن يفضح الكلام وحدته.

يبتسم حينًا،
ويصمت حينًا أطول،
ولا أحد يدري،
هل كانت ابتسامته صدفة،
أم وداعًا مؤجلًا؟

يكتب،
لكن ليس ليمدح أو يهاجم،
بل فقط…
ليتذكّر أنه كان هنا.

وفي كل مرةٍ ينهض فيها،
كأن شيئًا أثقل من جسده يُجبره على البقاء،
لكنه ينهض،
على أمل أن يصل…
ولو بعد حين.

ليس حزينًا تمامًا،
لكنّه لم يفرح كما يجب.
كأن شيئًا ناقص…
ولا يعرف ما هو.

وفي نهاية الحكاية،
قالوا: من هذا الغريب؟
ابتسمتُ،
وقلت: هذا… أنا.

أضف تعليق