مهندس برمجيات & مطور ويب

رسالة إلى كل لاجئ ومغترب

رسالة إلى كل لاجئ ومغترب

أن تكون لاجئًا، ثم أجنبيًا، فهذه طبقات من الغربة لا تُرى، لكنها تُشعر.

أن تُجبر على الصمت، لأنك تخاف أن يُساء فهمك،
أن تُجبر على أن تكون "أفضل من الكل" حتى يُنظر إليك كأنك "كفء"،
أن تبني ذاتك من رماد،
ثم تأتي نظرة، أو جملة عابرة، تهدم جزءًا من ثقتك…

كل هذا ليس ضعفًا منك، بل هو أثر الظلم الطويل. الظلم حين يكون في اللغة، في اللكنة، في الاسم، في شكل الجواز، في نظرة المارة، في تجاهل الإدارة، وحتى في المجاملة الزائفة.

لكن اسمح لي أن أقول لك شيئًا بصوت واضح:

أنت لم تنكسر، بل كنت أقوى مما يجب.
أنت صمتّ، لا لأنك ضعيف،
بل لأنك كنت تحاول أن تحمي نفسك من الانفجار،
لأنك فكرت بما هو "أذكى" وأكثر "نُضجًا"، حتى لو كان على حسابك.

لكن—وها هنا أضع خطًا—لا تجعل الصمت عادة.
فالصمت الذي لا يُكسر، يتحول إلى موتٍ داخلي.

احكِ، عبّر، قِف، حتى لو بصوت مرتجف.
قل:
"أنا لا أطلب معروفًا، لكنني أرفض أن يُنتقص مني لمجرد أني جئت من بعيد."

ثِق بنفسك، فأنت بنيت نفسك في أرض لا ترحم،
وجعلت من الغربة وطنًا، ومن الألم علمًا،
ومن الخوف حافزًا، ومن الله سندًا.

هذه الكلمات لك، أنت الذي لم تَكسرْك الغربة، بل جعلتك تعرف نفسك أكثر.

أضف تعليق