لي من الدنيا ولدين
لي من الدنيا ولدين،
كأن الله وضع في قلبي نجمتين
وقال: كن نورًا لهما،
وكن ظلًّا إذا اشتدّ التعب.
عمر…
يسبقني بالحلم،
يسأل كأن قلبه أوسع من الوقت،
ويضحك،
فأغفر للدنيا كلّ ما سرقته منّي.
وعلي…
يمشي خفيفًا كنسمة،
لكنّه حين ينظر إليّ،
أشعر أني أعظم رجلٍ عرف الأرض.
كبرتُ فيهما…
صار جسدي بعيدًا عن طفولتي،
لكن قلبي يعود إليها كلّما ناديا: "بابا".
أنا لا أخاف الموت،
لكنّي أخاف أن لا أكون هناك
حين يكسرهما حزن،
أو يسألان سؤالًا
ولا يجدان صدري.
لهما أعطيْتُ ما استطعت،
وصنعتُ من قلقي وسادةً
كي يناما مطمئنّين.
لي من الدنيا ولدين،
اسمانِ أشعلا الفرقة،
واجتمعا عندي،
فصرت وطنًا
بعدما كنت غريبًا في نفسي.
أراقب نومهما
كأن العالم معلّقٌ على صدرَيهما،
وأعدّ أنفاسهما
بدقّة صلاة.
لا أقول لهما كل ما في قلبي،
فبعض الكلام
ثقيل على الصغار،
لكني أزرعه في أفعالي،
في صبري،
وفي تلك القبلة
التي أضعها على جبينٍ متعبٍ آخر الليل.
أخاف عليهما من الدنيا،
ومن نفسي إن ضاقت،
ومن الغد…
الذي لا أملكه،
لكنّي أوصي قلبي أن يبقى حاضرًا
وإن غبت.
وإن سألاه عن معنى الحنان،
عن معنى الرجاء،
عن الرجولة حين تصير دمعةً في الخفاء…
فليُقال:
كان لهما أب،
اسمه لا يهم،
لكنّه حين نطق بـ"يا عمر" و"يا علي"،
انشق قلبه…
وصار فيه متّسعٌ لحياةٍ كاملة.
أضف تعليق