23
حزيران 2025
الناشر أحمد عثمان
مذكرات مهاجر
في المطار...
لم يكن ثمة وداع، ولا يد تمسك بي قليلًا،
ولا عينٌ تسألني: هل سَتعود؟
كانت الطائرات تُقلع كما تقلع السنوات من العمر،
وأنا... لا وجهة لي.
أحمل على ظهري حقيبةً ثقيلة،
لا تملؤها الثياب، بل خطوات أضعتها،
وأحلامًا خبأتها عن الغربة، فخذلتني.
قالوا: ستجد هناك أمنًا، خبزًا، قانونًا،
وجدتُ شارعًا طويلًا لا يعرفني،
وبابًا يُغلق ببطء كلما مررت بقلبٍ مفتوح.
في الليل...
أشعل صور الذاكرة،
وأتدفأ بخارطةٍ لا تعترف بي،
وطنٌ من حبرٍ،
وعَلَمٌ لا يُظلّل غربتي.
أريد أن أعود،
لكن الطريق ضاق بي،
والوطن اتّسع للموت، ولم يتسع لي.
أنا الآن عالقٌ بين مطارين،
لا السماء أرضٌ لي،
ولا الأرض سماء.
أضف تعليق