23
حزيران 2025
الناشر أحمد عثمان
أمّاه... أنا أكبر
أماه، ها أنا أكبر،
وها هي الأيدي اليافعة تمتد نحوي قبل أن أتعثر،
والمقاعد في الحافلات تفرغ لي دون أن أطلب،
والقلوب الصغيرة تناديني بلقبٍ كنتُ أتهرّب منه يومًا، فأضحى الآن واقعًا يلازمني.
الوجوه التي ألفتها يومًا تتلاشى،
واحدًا تلو الآخر،
كأوراق خريف يبددها الزمن،
أحاول أن أحتفظ بها، أن أستدعي أصواتها، أن أقاوم اختفاءها،
لكن العمر يا أماه لا يعود للوراء،
وكل خطوة للأمام، تترك خلفها شيئًا من القلب.
كبرت يا أماه، لكنني ما زلت أفتّش في زوايا البيت عن صوتكِ، وعن حضنٍ يسع كل خوفي.
أضف تعليق