مهندس برمجيات & مطور ويب

الغربة

الغربة

الغربةُ ليستْ مطارًا،
ولا مفتاحَ شقّةٍ مستأجرة،
الغربةُ أن تحدِّثَ أبناءك عن الطفولةِ،
ولا يجدون لها شكلاً…
ولا ظلًّا…
ولا عنوانًا على الخريطة.

أن تنامَ وفيك يقظةُ مَن ينتظرُ خبراً
من مدينةٍ لا يزورها البريد،
ولا تصِلُها الأمنيات.

الغربةُ
أن تشرحَ نفسك كثيرًا…
ثم تصمتَ،
لأن اللغةَ لا تكفي،
ولأن الجدرانَ
تُجيدُ الإصغاءَ أكثر من الناس.

الغربةُ
أن تشتاقَ لأصواتٍ
لا تُسمَعُ إلا في ذاكرتك،
وأن تفتّشَ في وجهِ المدينةِ
عن رائحةِ خبزٍ…
لم تعد تعرفه الأفرانْ.

أن ترى الناسَ يحتفلونَ
بمواعيدَ لا تخصّك،
وتبتسمَ
كأنك جزءٌ من الزمنِ،
وأنتَ خارجه.

أن تحملَ معكَ وطنًا
لا يسمحُ لك بالدخول،
وتحملَ أمامكَ وطنًا
لا يمنحكَ الانتماء.

أن تتكلّمَ بلغةٍ تتقنها،
لكنها لا تعرفك،
وتصمتَ بلغةٍ
تشتاقُك.

أضف تعليق