نموتُ ولا نموتُ

نموتُ ولا نموتُ

نموتُ ولا نموتُ
تُطفأُ في قلوبِنا الشموعُ،
لكننا نعودُ لنُشعلَ الحكاياتِ من رمادِ الأمسِ
ونكتبُ للغدِ وصيّةَ الذين لم يُكملوا الطريقْ.

نظلُّ هنا،
نحملُ في أصواتِنا بقايا الأملِ
لنعطي الغيمَ لغةَ المطر،
ونُغنّي لا لنفرحَ،
بل كي يعرفَ الحزنُ أنّه عابرٌ
وأننا أبناءُ الأرضِ التي لا تنحني.

نُفرحُ الآخرين،
نمحو عن وجوهِهم غبارَ التعب،
نعطي للشارعِ نبضًا،
وللقهوةِ رائحةَ دفءٍ يشبهُ صدرَ الأمِّ في الصباحْ.

نحكي عن أمجادِنا
كي لا يسرقَ النسيانُ ملامحَ الذاكرة،
نُرتّبُ تاريخَنا على رفوفِ العيون،
نُعلّقُ صورَ الراحلين على الجدرانِ
ونقول:
هؤلاء كانوا هنا،
مرّوا من هذا المكان،
غرسوا الزيتونَ في التربةِ
وتركوا فينا أغنيةً لم تنتهِ بعدْ.

نموتُ ولا نموتُ
لأنّ الحياةَ لا تُهزمُ في قلوبٍ
تعرفُ كيف تبني وطنًا من القصائد،
وتعرفُ كيف تُحبُّ،
وكيف تُكملُ الطريقَ
ولو بقدمٍ واحدة،
ولو بقلبٍ متعب،
ولو بشجرةٍ وحيدة
في أرضٍ عطشى.