مهندس برمجيات & مطور ويب

بيننا مترٌ وعشرون عامًا

بيننا مترٌ وعشرون عامًا

بيننا مترٌ وعشرون عامًا

بيننا مترٌ
وعشرون عامًا من الطيشِ،
والحكمةِ اليابسةْ.

هيَ تُلقي السلامَ بعينينِ
فيهِما صيفُ برلين،
وأنا أُرجِعُ التحيةَ
بصوتِ الموظفِ المسؤولْ.

هيَ تظنُّ الجمالَ طريقًا مختصرًا
إلى قلبي،
ولا تدري
أن القلبَ شيّدهُ التعبْ.

أنا لا أكرهُ الوردَ،
لكنني لستُ نحلة،
ولا أتبعُ العطرَ
حين يجيءُ من جهةٍ
لا تسيرُ إليها خطايْ.

قولي لها إن سألت
أنا لستُ نبيًّا،
لكنني لا أبيعُ حروفي
مقابلَ خصرٍ جميلْ.

ولي في الحياةِ دربٌ طويلْ
لا يُختصرُ بالعيونِ الطريّةْ.

هيَ تضحكُ
وتعبثُ في الأسطرِ المستقيمةْ،
تظنُّ الوميضَ الذي في عيوني
دعوةً للسُكونِ على ضفّتي.

لكنني رغمَ كوني أراها
جميلةً كابتداءِ القصيدةْ،
أشدُّ ابتسامَ الرصانةِ فوقَ الشفاهْ،
وأمضي إلى شيفراتي
كما يفعلُ البحرُ حين يراهُ القمرْ.

قولي لها إن سألتكِ يومًا
بأني أراها،
ولكنني لا أنحني للجمالِ السريعْ،
وأن الزهورَ التي لا تنبتُ في الوقتِ
لا تستحقُّ السقيَ
مهما بدا لونها فاتنًا.

أنا لا أفتشُ عن متعةٍ
في مرايا السنينَ الصغيرةْ،
ولا أشتري القُربَ
من بابِ ضعفٍ
أو رهبةِ يومِ التقييمْ.

هيَ حرةٌ أن تظن،
وأنا حرٌّ أن أكتبَ الآنَ
عنها
ولا أذكرُ الاسمَ،
فليس الجمالُ دليلًا كافيًا
على الذكاءِ العاطفيّْ.

فليكن بيننا
مترٌ وعشرون عامًا،
فهذه المسافةْ
هيَ كلُّ الحكايةْ:

أنا رجلٌ
أكملَ النضجَ
قبلَ أن تُتقني
فنّ الإغراءِ بالكلماتْ.

فلا تختصري الطريقَ إليّ،
فالطريقُ إليّ
يمرُّ من العقلِ
لا من فتنةِ النظراتْ.

أضف تعليق