مهندس برمجيات & مطور ويب

حوار بين مؤمن وملحد

حوار بين مؤمن وملحد

الزمان: العصر
المكان: مقهى صغير على زاوية شارع

الشخصيات:
أدهم (المؤمن)
ليون (الملحد)

جلسا معًا يتحدثان بعد نقاش طويل عن الوجود، ثم دار الحوار التالي:

أدهم:
ليون، قلتَ لي إنك تؤمن بالخير والشر، وأنه يجب علينا أن نكون طيبين مع الآخرين.
سؤالي: لماذا؟

ليون:
لأن هذا ما يجعل المجتمع أفضل. نحن نحتاج إلى التعاون، والرحمة، والصدق.

أدهم:
جميل، لكن ماذا لو كنت وحدك في غرفة، ولا أحد يراك، ولا توجد عواقب، وسرقة المال أو الكذب سيوفر لك راحة أو مكسبًا؟ هل هناك ما يمنعك داخليًا من فعل ذلك؟

ليون:
ربما لا أفعل ذلك، لأني لا أريد أن أكون شخصًا سيئًا.

أدهم:
ومن قال إن "السيئ" سيئ فعلًا؟ ما معيارك؟ لو لم يكن هناك إله، من يحدد ما هو "السيئ"؟ أليس كل شيء في النهاية مجرد كيمياء دماغ وتفضيلات شخصية؟

ليون (يتردد):
نعم، ربما، لكننا كبشر نميل إلى الخير لأننا تطورنا على ذلك.

أدهم:
طيب، إذا كان تطورك يدفعك للرحمة، وتطور شخص آخر يدفعه للقتل، من منكما "الصح"؟
هل أصبح القتل مقبولًا إذا كان في خدمة البقاء؟

ليون:
لا، القتل غير مقبول.

أدهم:
لماذا؟ لا يوجد إله. لا يوجد حساب. لا توجد غاية نهائية. الكون أصمّ، أعمى، لا يهتم بك. فلماذا لا يعيش كل إنسان وفق مصلحته؟

ليون (صامتًا):

أدهم:
أنا لا أقول إنك شخص غير أخلاقي، بل أقول إن نظامك الفكري لا يملك سببًا حقيقيًا يدعوك للالتزام بالأخلاق عندما لا تناسبك.

ليون:
لكن، ألا يمكن أن أخلق قيمي بنفسي؟ أن أختار أن أكون جيدًا؟

أدهم:
أن تختار أن تكون جيدًا لأنك تريد، لا لأنك يجب… هذه ليست أخلاقًا، هذه تفضيلات.
أما أنا، فأعرف أن هناك خالقًا يراني، وأنا مسؤول أمامه. لهذا، حتى إن كنت وحدي، فأنا لا أسرق، ولا أكذب، ولا أظلم.
لأني أعبد من لا يغيب عنه شيء.

ليون (ينظر إلى فنجان القهوة):
ربما... هذا ما ينقصني. الشعور بأن هناك معنى، وهناك من يُحاسب.

الحوار لا ينتهي، لكنه يفتح بابًا للتفكر في عمق السؤال والغاية من الأخلاق.

أضف تعليق